تلويح بعقوبات جديدة على ميانمار

أثار الحكم بوضع زعيمة المعارضة في ميانمار أونغ سان سو تشي رهن الإقامة الجبرية انتقادات دولية واسعة للنظام الحاكم هناك بلغت حد الدعوة إلى فرض المزيد من العقوبات الدولية عليه.

فقد حث الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاتحاد الأوروبي اليوم على فرض عقوبات أكثر صرامة على ميانمار معتبرا الحكم على زعيمة المعارضة وحشيا وغير عادل.

وقال إن سو تشي "ضحية لمحاكمة سياسية تهدف إلى منعها من النضال من أجل دولة تتمتع بالحرية والديمقراطية، و أظهرت السلطات البورمية بهذا الحكم الظالم قرارها بتجاهل الضغط من المجتمع الدولي".

كما طالب الاتحاد الأوروبي باتخاذ رد سريع بفرض عقوبات جديدة على النظام في ميانمار، يجب أن تستهدف على وجه الخصوص الموارد التي ينتفع منها مباشرة من الأخشاب والتنقيب عن الياقوت.
طفل من ميانمار يحمل صورة سو تشي خلال مظاهرة في لندن (الفرنسية)

ودعا رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون إلى فرض عقوبات دولية جديدة على نظام ميانمار.

وقال إن الاتحاد الأوروبي اتفق على فرض عقوبات صارمة جديدة تستهدف المصالح الاقتصادية لهذا النظام، ويتعين على مجلس الأمن الدولي الآن الرد بحزم وفرض مقاطعة دولية واسعة النطاق على بيع الأسلحة له.

تنديد
ووصف براون الحكم بأنه مخجل، وقال إن هذا الحكم كان عقوبة سياسية تهدف إلى منع سو تشي من المشاركة في الانتخابات المقررة العام المقبل، التي اعتبر أنها "ستفتقد إلى المصداقية والشرعية طالما ظلت سو تشي وجميع المعارضين السياسيين رهن الاحتجاز والمنع من ممارسة دورهم الكامل في العملية السياسية".

وكان الاتحاد الأوروبي قد شجب الحكم الصادر على سو تشي وطالب بإطلاق سراحها فورا ومن دون شروط ملوحا بأنه سيقوم "بإجراءات تستهدف المسؤولين عن إصدار هذا الحكم على رمز الديمقراطية في ميانمار".

وطالب ميانمار بالتعاون مع الهيئات الدولية وخاصة الأمم المتحدة إذا ما أرادت التوصل إلى أية مصالحة مع المجموعة الدولية.

مطالب
أما وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون فطالبت ميانمار بإطلاق مواطنها جون ياتاو الذي حكم عليه بالسجن لمدة سبعة أعوام لإدانته بدخول منزل سو تشي التي طالبت أيضا بإطلاق سراحها.

وقالت "نحن قلقون بشدة على الحالة الصحية لياتاو" وطالبت الوزيرة الأميركية التي تزور الكونغو الديمقراطية حاليا بإطلاق سراح 2000 معتقل سياسي في سجون ميانمار.

وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن المحاكمة صورية ونكسة لحقوق الإنسان في ميانمار، كما اعتبر مفوض الحكومة الألمانية لشؤون حقوق الإنسان غونتار نوكي أن الحكم "صفعة في وجه الجميع".
مظاهرة في طوكيو تندد بالحكم (الفرنسية)

وطالب شتاينماير المسؤولين في رانغون بإخلاء سبيل المعارضة سو تشي في أسرع وقت ممكن والإفراج كذلك عن كافة السجناء السياسيين في البلاد.

ودانت أستراليا وإندونيسيا والفلبين الحكم على سو تشي، في حين دعت ماليزيا الدول الأعضاء في رابطة جنوب شرق آسيا إلى الاجتماع لبحث الموقف في ميانمار. أما الصين والهند وتايلند فقد لزمت الصمت ولم تصدر عنها أي ردود على الحكم.

مظاهرات
وشهدت عواصم غربية وآسيوية عدة مظاهرات متفرقة نظمها المعارضون الميانماريون في لندن والولايات المتحدة واليابان احتجاجا على الحكم.

وحكمت المحكمة على سو تشي –الحائزة على جائزة نوبل للسلام- بالسجن ثلاث سنوات، تم تخفيفها بقرار من الحكومة إلى سنة ونصف من الإقامة الجبرية، واعتبرتها المحكمة مذنبة بتهم عدم احترام قواعد الإقامة الجبرية وانتهاك قانون الأمن الموجهة إليها.

وخلصت محكمة خاصة في سجن إنسين إلى أن سو تشي (64 عاما) مدانة بخرق قوانين الإقامة الجبرية بالسماح لمواطن أميركي بزيارتها حيث سبح إلى منزلها المطل على إحدى البحيرات وذلك في 3 مايو/أيار الماضي.