حضرات السادة النبلاء .. كفاكم عبثاً باسم مصر

قبل كل شيء، أتقدم بالاعتذار مقدماً لكل "نبلاء" الرياضة المصرية على ما
قد يلفظه لساني ويفكر فيه عقلي من كلمات قد تغضبكم ، على أن أعدكم في
النهاية بتقديم كل فروض الولاء والطاعة حتى لا أصبح عدواً وجاسوساً
وكافراً زنديقاً !


لم أتخيل في يوم أن يتم العبث باسم مصر بهذه الطريقة التي أصبحنا
نعتاد عليها يومياً بسبب حماقات بعض العاملين بمنظومة اللعبة الوطنية
الشريفة العفيفة المناضلة كرة القدم.


أكاد أجزم أننا الشعب الوحيد في العالم الذي جعل من كرة القدم
قيمة وطنية سياسية بعيدة كل البعد عن مفهوم وأخلاقيات الرياضة، بل نحن
الشعب الوحيد الذي قال إن فرحة الفوز بكأس إفريقيا 2008 تساوت مع فرحة
انتصار الجيش المصري بحرب أكتوبر المجيدة.. تصوروا!

الرياضة بصفة عامة - وكرة القدم بصفة خاصة - في مصر بها من الملوثات
والشوائب والتجاوزات ما يكفي ولا تحتمل أن تختلط بها السياسة بأي شكل من
الأشكال كما يحدث في الوقت الحالي.

فلا يعقل أن يطالب البعض بمنع البرتغالي مانويل جوزيه - الذي
قدم الكثير والكثير للكرة المصرية بصفة عامة وللأهلي بصفة خاصة - من دخول
مصر لأنه أخطأ في أنبياء الصحافة المصرية وانتقدهم بشكل عنيف.

وفي الحقيقة فإني تعجبت من عدم مطالبة هؤلاء الصحفيين بسحب السفير المصري
من البرتغال، حفاظاً على اسم مصر ورجالها الشرفاء من الكلمات البذيئة التي
نطق بها الرجل!

كلمات جوزيه البذيئة - كما وصفها بعض الصحفيين – التي وردت في حواره مع
مجلة سوبر الاماراتية كانت أمثال برتغالية عادة ما تشبه الأمور بكلمات
لاذعة أو بأسماء حيوانات كما هو الحال في معظم أمثال الدول الأوروبية،
فعلى سبيل المثال تجد أن معظم الأمثال الانجليزية مقترنة بلفظ "كلب"،
وجوزيه قال مستشهداً بمثل برتغالي "يقولون في بلد العميان يعتبر الأعور
نفسه ملكاً، وقال أيضاً "أهمية الركلة تعتمد على الحمار الذي يقوم بها،
لكن ليست لهؤلاء الحمير أي أهمية".


بعض الصحفيين "ممن على رأسهم بطحة" والذين آلمتهم قوة هذه
الكلمات رفعوا شعار أن الرجل أخطأ في مصر كلها، والحقيقة أنه هاجمهم هم
فقط ولم يسبهم او يصفهم بأي لفظ يحاسب عليه القانون، على عكس محمود معروف
الذي أهان الرجل وسبه وقال عنه إنه "خمورجي وحقير" وهي ألفاظ يعاقب عليها
القانون بتهمة السب والقذف.

للأسف وكما قال أسامة الشيخ مدير تحرير سوبر الإماراتية إن البعض ابتعدوا
عن نص الحوار المنشور في "سوبر" وراحوا يضيفون من عندهم اتهامات يتقولون
بها على الرجل وهو لم يقلها من الأصل ولم تنشرها المجلة.


يا سادة .. لدينا مشكلة عنيفة في مصر .. فالكل أصبح فوق النقد ..
والكل أصبح صورة مصر في الداخل والخارج ولا يجوز نقده أو توجيه أي نقد
لاذع له وإلا أصبحنا نعيب في مصر والمصريين وربما أجدادنا الفراعنة، وصار
لدينا حساسية مرضية من أي رأي مخالف، وخلطنا الخاص بالعام فضاع الحق بيننا
وانتهت الخلافات إلى مسائل شخصية فردية بحتة بدون وعي ولا تمييز من البعض
أو ربما بسوء نية لإخفاء الحقائق خلف ستار من اللغط والاتهامات المتبادلة
التي انشغلنا بها جميعاً عن الواقع.


في الختام وكما وعدت، أتقدم بكل فروض الطاعة والولاء لصحفيي مصر
الكبار، وأرجو منهم أن يكون كلام شاب صغير من "بتوع النيت بإضافة الياء"
خفيفاً على مسامعهم، وادينا بنتعلم منكم!


ضربات حرة مباشرة


اعتزل أغلب نجوم منتخب فرنسا عام 2002 اللعب الدولي بعد الإخفاق في كأس
العالم، والموقف نفسه حدث مع أغلب لاعبي البرازيل في البطولة نفسها عام
2006، ولكن لماذا لم نسمع أن هناك لاعب في المنتخب المصري ينوي الاعتزال
دولياً في حال التعثر في الوصول لكأس العالم 2010؟ في الوقت الذي هدد فيه
البعض بالاعتزال دولياً لأن الإعلامي عمرو أديب "جرحهم بكلامه القاسي".



تحدثت هاتفياً مع حسن فريد رئيس الترسانة قبل ثلاثة أيام من معاهدة الصلح
"القبيحة" بينه وبين اتحاد الكرة بخصوص قضية المادة 18، وقال لي بالحرف
"لن أتراجع عن موقفي وعن القضية المرفوعة في المحكمة الرياضية الدولية
لأني أبحث عن مصلحة مصر بصفة عامة وليس نادي الترسانة"، والسؤال للكابتن
فريد "هي مصر ليها نصيب من الدعم اللي هاياخده نادي الترسانة؟!"


قناة مودرن سبورت خرجت للنور كأول قناة رياضية مصرية واستبشر بها
الجميع خيراً خاصة وأنها ضمت بين صفوفها معظم نجوم الصحافة والإعلام، إلا
أنها ومع مرور الوقت باتت أشبه بقناة "ميلودي تريكس"!

على المنوال نفسه ، ظهرت قناة الأهلي الفضائية كأول قناة خاصة لنادي في
مصر، ونجحت بشكل رائع أن تثبت أنها قناة حيادية، تحل مشاكل نادي الزمالك
والمصري والاتحاد، وتستضيف من يهاجم رموز وعلامات النادي الأهلي، وتشعر
معها في لحظات كثيرة أنك تشاهد قناة "موجه كوميدي"!

أخيراً، عمنا بيرم قال "بلدنا دي زي الرصيف .. وسخ وعايز يتكنس فيه ناس
بتعرق ع الرغيف .. وناس بتعرق م التنس"، والكلام "للكابتن" أحمد حسن.