[size=32]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين..
______________________________
~ حكم الكذب في الرؤى ~
إن من المعلوم بالضرورة عند المسلم أن الكذب حرام، ولكن حرمته أشد، وعقوبته أغلظ إذا كان في الرؤيا؛ فقد روى البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن من أعظم الفرى أن يدعي الرجل إلى غير أبيه، أو يري عينه ما لم تر، أو يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل".
وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" مَنْ تَحَلَّمَ بِحُلْمٍ لَمْ يَرَهُ كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْن". رواه البخاري. قال الملا قاري في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح "وفِي النِّهَايَةِ: إِنْ قِيلَ: إِن كَذبَ الْكَاذِب فِي مَنَامِهِ لَا يَزِيدُ عَلَى كَذِبِهِ فِي يَقَظَتِهِ، فَلِمَ زَادَتْ عُقُوبَتُهُ وَوَعِيدُهُ؟ قِيلَ: قَدْ صَحَّ الْخَبَرُ أَنَّ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةَ جُزْءٌ مِنَ النُّبُوَّةِ، وَالنُّبُوَّةُ لَا تَكُونُ إِلَّا وَحْيًا، وَالْكَاذِبُ فِي رُؤْيَاه يَدَّعِي أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَرَاهُ مَا لَمْ يَرَهُ، وَأَعْطَاهُ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ لَمْ يُعْطِهِ إِيَّاهُ، وَالْكَاذِبُ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى أَعْظَمُ فِرْيَةً مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى الْخَلْقِ أَوْ عَلَى نَفْسِهِ" اهـ
وقال ابن علان في دليل الفالحين " قال الطبراني: إنما أسند الوعيد على الكذب في المنام مع أن الكذب في اليقظة أشد مفسدة منه، إذ قد يكون شهادة في قتل أحد أو أخذ مال، قال: لأن الكذب في المنام كذب على الله أنه أراه ما لم يره، والكذب على الله أشد من الكذب على المخلوقين".
______________________________
هل يجوز تعبير الرؤى من الكتب؟ وهل يعبّر الرؤيا كل أحد؟
تعبير الرؤيا ممن لا علم له بالتعبير بل بمجرد النظر في كتب تعبير الأحلام لا يجوز كما صرح به أهل العلم، فلا يجوز التلاعب أو التهاون بأمر تأويل الرؤى، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة. رواه الشيخان.
قال ابن عبد البر في التمهيد: قيل لمالك رحمه الله: أيعبر الرؤيا كل أحد؟ فقال: أبالنبوة يلعب؟ وقال مالك: لا يعبر الرؤيا إلا من يحسنها، فإن رأى خيراً أخبر به، وإن رأى مكروهاً فليقل خيراً أو ليصمت، قيل: فهل يعبرها على الخير، وهي عنده على المكروه لقول من قال: إنها على ما أولت عليه؟ فقال: لا، ثم قال: الرؤيا جزء من النبوة فلا يتلاعب بالنبوة. انتهى.
فلا يصح الاعتماد على الكتب في تأويلها، فإن الرؤيا تختلف باختلاف الحال والزمان والمكان، فلحال الشخص أثر كبير في تفسير الرؤيا، فقد يرى اثنان نفس الرؤيا ويكون تفسيرها مختلفاً باختلاف الحال، فعلم تأويل الرؤى عويص يحتاج إلى مزيد معرفةٍ بالمناسبات، ولذلك سأل رجل ابن سيرين بأن قال له:
أنا رأيت نفسي أؤذن في المنام!
فقال له : تسرق وتقطع يدك.
وسأله آخر وقال له مثل ما قاله الأول!
فقال له: تحج.
فوجد كل منهما ما فسر له به، فقيل له في ذلك، فقال: رأيت هذا بِسِمَةٍ حسنة، والآخر بسمة قبيحة. ولا تخرج الرؤيا عن معناها، ولو فسرت بغيره على الصحيح.
______________________________
ما علاج الخوف من الرؤى المزعجة؟ وهل ستضر الرائي؟
إن من رأى رؤيا مكروهة ينبغي له أن يكتمها ولا يحدث بها أحداً فإنها لن تضره..
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: الرؤيا الحسنة من الله فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب، وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها ومن شر الشيطان، وليتفل ثلاثاً ولا يحدث بها أحداً فإنها لن تضره. رواه الشيخان.
ففي هذا الحديث الشريف ذكر ما ينبغي فعله، من التعوذ بالله من شر ما يرى الإنسان في منامه ومن شر الشيطان، فإنها إن شاء الله لا تضره، وهذا يتطلب حسن الظن بالله وتجريد التوكل عليه، وصدق اللجوء إليه والاستعانة به سبحانه..
وينبغي كذلك علاج الخوف بكثرة الصلاة والدعاء والذكر، واستعمال الرقية الشرعية، مع لزوم تقوى الله تعالى في السر والعلن، فإن من اتقى الله وقاه، ومن توكل عليه كفاه، ومن حفظه حفظه ولم يكله إلى غيره، كما قال الله تعالى: وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ {آل عمران:120}، وقال عز وجل: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ .... وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق:2-3-4}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: احفظ الله يحفظك. رواه أحمد والترمذي وقال: حسن صحيح وصححه الألباني...
ومما يبين أن علم تأويل الرؤيا عظيم الشأن لا يصح أن يتكلم فيه كل أحد قوله تعالى - حكاية عن يوسف -: (رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث) [يوسف: 101]، فقد قرن ما أنعم الله به عليه من الملك، بما أنعم به عليه من علم تأويل الرؤيا، ولا يخفى ما في ذلك.
هذا.. والله أعلم.
______________________________
تم جمعه ونقله بتصرف،،
والحمد لله رب العالمين
[/size]
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين..
______________________________
~ حكم الكذب في الرؤى ~
إن من المعلوم بالضرورة عند المسلم أن الكذب حرام، ولكن حرمته أشد، وعقوبته أغلظ إذا كان في الرؤيا؛ فقد روى البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن من أعظم الفرى أن يدعي الرجل إلى غير أبيه، أو يري عينه ما لم تر، أو يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل".
وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" مَنْ تَحَلَّمَ بِحُلْمٍ لَمْ يَرَهُ كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْن". رواه البخاري. قال الملا قاري في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح "وفِي النِّهَايَةِ: إِنْ قِيلَ: إِن كَذبَ الْكَاذِب فِي مَنَامِهِ لَا يَزِيدُ عَلَى كَذِبِهِ فِي يَقَظَتِهِ، فَلِمَ زَادَتْ عُقُوبَتُهُ وَوَعِيدُهُ؟ قِيلَ: قَدْ صَحَّ الْخَبَرُ أَنَّ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةَ جُزْءٌ مِنَ النُّبُوَّةِ، وَالنُّبُوَّةُ لَا تَكُونُ إِلَّا وَحْيًا، وَالْكَاذِبُ فِي رُؤْيَاه يَدَّعِي أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَرَاهُ مَا لَمْ يَرَهُ، وَأَعْطَاهُ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ لَمْ يُعْطِهِ إِيَّاهُ، وَالْكَاذِبُ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى أَعْظَمُ فِرْيَةً مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى الْخَلْقِ أَوْ عَلَى نَفْسِهِ" اهـ
وقال ابن علان في دليل الفالحين " قال الطبراني: إنما أسند الوعيد على الكذب في المنام مع أن الكذب في اليقظة أشد مفسدة منه، إذ قد يكون شهادة في قتل أحد أو أخذ مال، قال: لأن الكذب في المنام كذب على الله أنه أراه ما لم يره، والكذب على الله أشد من الكذب على المخلوقين".
______________________________
هل يجوز تعبير الرؤى من الكتب؟ وهل يعبّر الرؤيا كل أحد؟
تعبير الرؤيا ممن لا علم له بالتعبير بل بمجرد النظر في كتب تعبير الأحلام لا يجوز كما صرح به أهل العلم، فلا يجوز التلاعب أو التهاون بأمر تأويل الرؤى، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة. رواه الشيخان.
قال ابن عبد البر في التمهيد: قيل لمالك رحمه الله: أيعبر الرؤيا كل أحد؟ فقال: أبالنبوة يلعب؟ وقال مالك: لا يعبر الرؤيا إلا من يحسنها، فإن رأى خيراً أخبر به، وإن رأى مكروهاً فليقل خيراً أو ليصمت، قيل: فهل يعبرها على الخير، وهي عنده على المكروه لقول من قال: إنها على ما أولت عليه؟ فقال: لا، ثم قال: الرؤيا جزء من النبوة فلا يتلاعب بالنبوة. انتهى.
فلا يصح الاعتماد على الكتب في تأويلها، فإن الرؤيا تختلف باختلاف الحال والزمان والمكان، فلحال الشخص أثر كبير في تفسير الرؤيا، فقد يرى اثنان نفس الرؤيا ويكون تفسيرها مختلفاً باختلاف الحال، فعلم تأويل الرؤى عويص يحتاج إلى مزيد معرفةٍ بالمناسبات، ولذلك سأل رجل ابن سيرين بأن قال له:
أنا رأيت نفسي أؤذن في المنام!
فقال له : تسرق وتقطع يدك.
وسأله آخر وقال له مثل ما قاله الأول!
فقال له: تحج.
فوجد كل منهما ما فسر له به، فقيل له في ذلك، فقال: رأيت هذا بِسِمَةٍ حسنة، والآخر بسمة قبيحة. ولا تخرج الرؤيا عن معناها، ولو فسرت بغيره على الصحيح.
______________________________
ما علاج الخوف من الرؤى المزعجة؟ وهل ستضر الرائي؟
إن من رأى رؤيا مكروهة ينبغي له أن يكتمها ولا يحدث بها أحداً فإنها لن تضره..
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: الرؤيا الحسنة من الله فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب، وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها ومن شر الشيطان، وليتفل ثلاثاً ولا يحدث بها أحداً فإنها لن تضره. رواه الشيخان.
ففي هذا الحديث الشريف ذكر ما ينبغي فعله، من التعوذ بالله من شر ما يرى الإنسان في منامه ومن شر الشيطان، فإنها إن شاء الله لا تضره، وهذا يتطلب حسن الظن بالله وتجريد التوكل عليه، وصدق اللجوء إليه والاستعانة به سبحانه..
وينبغي كذلك علاج الخوف بكثرة الصلاة والدعاء والذكر، واستعمال الرقية الشرعية، مع لزوم تقوى الله تعالى في السر والعلن، فإن من اتقى الله وقاه، ومن توكل عليه كفاه، ومن حفظه حفظه ولم يكله إلى غيره، كما قال الله تعالى: وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ {آل عمران:120}، وقال عز وجل: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ .... وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق:2-3-4}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: احفظ الله يحفظك. رواه أحمد والترمذي وقال: حسن صحيح وصححه الألباني...
ومما يبين أن علم تأويل الرؤيا عظيم الشأن لا يصح أن يتكلم فيه كل أحد قوله تعالى - حكاية عن يوسف -: (رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث) [يوسف: 101]، فقد قرن ما أنعم الله به عليه من الملك، بما أنعم به عليه من علم تأويل الرؤيا، ولا يخفى ما في ذلك.
هذا.. والله أعلم.
______________________________
تم جمعه ونقله بتصرف،،
والحمد لله رب العالمين
[/size]
الأربعاء 10 يناير 2024, 7:46 pm من طرف sh3a3-clean
» شركة تنظيف بالرياض شعاع كلين
الجمعة 22 ديسمبر 2023, 12:20 pm من طرف love tale
» شركة تنظيف بالدمام شعاع كلين
الثلاثاء 12 ديسمبر 2023, 7:10 pm من طرف sh3a3-clean
» شركة تنظيف بالدمام شعاع كلين
الثلاثاء 12 ديسمبر 2023, 7:10 pm من طرف sh3a3-clean
» شركة تنظيف بالدمام شعاع كلين
الثلاثاء 12 ديسمبر 2023, 7:09 pm من طرف sh3a3-clean
» شركة تنظيف بالدمام شعاع كلين
الثلاثاء 12 ديسمبر 2023, 7:09 pm من طرف sh3a3-clean
» شركة تنظيف بالدمام شعاع كلين
الثلاثاء 12 ديسمبر 2023, 7:09 pm من طرف sh3a3-clean
» شركة تنظيف بالدمام شعاع كلين
الثلاثاء 12 ديسمبر 2023, 7:08 pm من طرف sh3a3-clean
» شركة تنظيف بالدمام شعاع كلين
الثلاثاء 12 ديسمبر 2023, 7:08 pm من طرف sh3a3-clean
» شركة تنظيف بالدمام شعاع كلين
الثلاثاء 12 ديسمبر 2023, 7:07 pm من طرف sh3a3-clean
» شركة تنظيف بالدمام شعاع كلين
الثلاثاء 12 ديسمبر 2023, 7:07 pm من طرف sh3a3-clean
» شركة تنظيف بالدمام شعاع كلين
الثلاثاء 12 ديسمبر 2023, 7:07 pm من طرف sh3a3-clean
» شركة تنظيف بالدمام شعاع كلين
الثلاثاء 12 ديسمبر 2023, 7:06 pm من طرف sh3a3-clean
» شركة تنظيف بالقطيف شعاع كلين
الثلاثاء 12 ديسمبر 2023, 7:05 pm من طرف sh3a3-clean
» شركة تنظيف بالقطيف شعاع كلين
الثلاثاء 12 ديسمبر 2023, 7:05 pm من طرف sh3a3-clean